بعد رفض السعودية مشاركة "البوليساريو" في قمتها المشتركة مع الاتحاد الإفريقي.. إعلان الرياض ينص على ضرورة احترام سيادة الدول
وجهت القمة السعودية الإفريقية التي احتضنتها الرياض يوم أمس الجمعة برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي شارك فيها المغرب بوفد رفيع المستوى، رسالة واضحة إلى الجزائر وجنوب إفريقيا اللتان كانتا تدعمان مشاركة وفد جبهة "البوليساريو" الانفصالية في هذه القمة وفي القمة العربية السعودية التي جرى تأجيلها، حين نصت في بيانها الختامي على ضرورة احترام سيادة الدول وحسن الجوار.
ونصت الوثيقة الختامية التي حملت عنوان "إعلان الرياض" على "احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وحسن الجوار على أساس مبدأ المساواة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بين الدول وفقاً للقانون الدولي"، مبرزة عزم قادة الدول المشاركة على "تطوير التعاون والتنسيق في المجالات الدفاعية، والتأكيد على توحيد الجهود لمحاربة الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله".
ووفق الإعلان فإن القادة بحثوا سبل تعزيز التعاون وتنسيق الجهود وتبادل الخبرات، بما يخدم ويحقق المصالح المشتركة، ويسهم في تحقيق الأمن والسلم في العالم، واتخاذ كافة التدابير اللازمة لمنع وقوع الجرائم الإرهابية بالتعاون الوثيق فيما بين دولهم، وتعزيز العمل في مجال نشر ثقافة الاعتدال والتسامح وتحقيق الأمن والسلام ومحاربة التطرف والغلو والإرهاب.
ونوه المشاركون، وفق الوثيقة التي نشرت مضامينها وكالة الأنباء السعودية الرسمية، بانضمام المملكة العربية السعودية ورئاستها مجموعة التركيز المعنية بالشأن الأفريقي التابعة للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المغربية وجمهوريتي إيطاليا والنيجر، ودعمها لهذه المجموعة بمبلغ مليوني دولار أمريكي.
وكان المجتمعون قد ناقشوا أيضا تطورات الأوضاع في فلسطين، وأعربوا عن بالغ قلقهم حيال الكارثة الإنسانية في غزة، كما شدّدوا على ضرورة وقف العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وضرورة حماية المدنيين وفقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وأبرز قادة وممثلو البلدان المشاركة أهمية الدور الذي يجب أن يضطلع به المجتمع الدولي في الضغط على الجانب الإسرائيلي لإيقاف الهجمات الإسرائيلية والتهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة الذي يعد انتهاكا صارخاً للقانون الدولي الإنساني والقوانين الدولية.
وجرى التشديد على ضرورة السماح بتمكين المنظمات الدولية الإنسانية للقيام بدورها في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الشعب الفلسطيني بما في ذلك منظمات الأمم المتحدة خاصةً وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" ودعم جهودها في هذا الشأن.
وأكد المجتمعون على ضرورة إنهاء السبب الحقيقي للنزاع المتمثل في الاحتلال الإسرائيلي، وأهمية تكثيف الجهود للوصول إلى تسوية شاملة وعادلة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وفقاً لمبدأ حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بما يكفل للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق ما جاء في الإعلان.
وكان المغرب قد شارك في هذه القمة بوفد رفيع المستوى، يقوده رئيس الحكومة عزيز أخنوش ممثلا للملك محمد السادس، ويضم أيضا وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، وذلك بعد أن رفضت السعودية مطالب جزائرية وجنوب إفريقية لمشاركة ما يسمى "الجمهورية الصحراوية"، في ظل دعم الرياض العلني للسيادة المغربية على الصحراء.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :